شيفرة بلال كانت مفتاحا لأفتح باب همس الكوثر
ظنوننا هي شكوك وهواجس في عقلنا الباطن مالم نجد لها دلائل ملموسة في الواقع الذي نعيشه...
على فكرة المعاناة والألم الذي تحتويه حياة كل منا والذي لابد منه لنسميها حياة بحق ...دائما ماتكون أهون بمرات لو علمنا قصص أعتى وأقسى...
لو كنا نعلم عنها لعلمنا أن القدر كان معنا أرحم ...
هذا ماتعلمته من بلال ، الطفل الذي أصيب بسرطان نسبة النجاة منه هي صفر بالمائة لكنه أصر أن لايذهب دون أن يترك أثرا وراءه...علم من أمه شيئا يسيرا عن والده الذي ذهب ولم يترك له سوى اسمه " بلال " والده هو من اختار الإسم...ثم رحل..
لكن بلال هذا الذي لم يتمم الرابعة عشرة من عمره والذي قريبا ماسيموت ، أصبح حيا مذ اللحظة التي علم فيها بمرضه المميت...
بدأ يحيا الحياة بحذافيرها مذ اللحظة التي أعلن فيها عن اقتراب موعد وفاته...
شيء غريب ، لانلقي لحياتنا بالا إلا بعد أن نكاد نفقدها...
لكن حياته تغيرت بشكل جذري يوم نبش في حياة بلال آخر ، بلال الذي أعلن أنه سيصور فيلم ضخم عن حياته...
بلال الذي لي وللكثير من المسلمين صلة به ، لكننا لم نع ذلك قبل بلال الذي لم يكن له دين أصلا.. بل كان إنسانا بحق ، بفطرة نقية طاهرة وسريرة حفظت في لاوعيها كلمات الآذان يوم نطق بها الأب في أذن وليده ثم رحل بعدها...
بلال الذي أحدث التغيير الذي قل نظيره في واقع كواقعنا ومرحلة كمرحلتنا لكنه أثر ببلال الطفل وجعله يرحل تاركا خلفه أثرا في هذا العالم ، هذه بالضبط هي الفكرة التي كانت تنهش عقله الصغير مذ أن علم بمرضه...وخاصة مذ أن بدأ يكتشف حياة بلال الآخر ، بلال ابن رباح أول مؤذن في الإسلام الذي جعل الصخرة التي اعتلت صدره رمزا لقوة إيمانه ومعنى لحياته ، كان بإمكانه أن يخفي إيمانه بإله واحد ويتخلص من عذابه ، لكنه لم يفعل، أصر على أن يصرخ بها " أحد أحد" ..رغم الألم ، رغم المعاناة، رغم قساوة الظروف التي لم تكن لترحمه إلا أنه أصر على أن يجهر بإيمانه وتوحيده لإله واحد لم يلد ولم يولد...
في جهة مقابلة هناك صخرة سيزيف التي كانت مشقتها تساوي العبث واللامعنى ..تلك التي كان يعتقد الإغريق أنها عذاب من الآلهة فيحملون صخرة كبيرة إلى قمة الجبل ليتركوها بعد ذلك تعود أدراجها ...عبث في عبث ليس إلا ...
لكن صخرة بلال الحبشي كان لها معنى ، كان لها فتح عظيم في حياته...تلك الصخرة التي اعتلت صدره هي التي زادت إصراره ودعمت عزيمته هي من حررته من أمية ...هي من حولته من عبد لدى أمية إلى عبد لله...فكان أول من أذن في المسلمين ...ولم يكن ذلك للونه أو عرقه أو حتى شكله بل تجاوز كل هذه العقد التي كانت تنخره من الداخل ذات مرحلة من حياته ليعوضها بقضية مهمة في حياته بمهمة خلق ليقوم بها هو بالضبط وليس أحد آخر سواه... فكانت أن يكون هو أول مؤذن في الإسلام...
بلال الطفل تجاوز أيضا عقده التي كانت مرتبطة بشكله ، بأصله وبمرضه ....تخطاها ليبحث عن قضية تجعله يحيا حتى بعد أن يموت...كانت أن ينشأ مدونة خاصة به يكتب فيها رسائله لكل من أثر بحياته فكانت " شيفرة بلال"...
أمه أيضا " لاتيشا " كان لبلال الحبشي أثر عليها ،جعلها تصمد أكثر فأكثر ...ليس هينا على أم أن تفقد طفلها لاسيما أنه وحيدها ، تركها والده منذ زمن والآن هاهو يتسرب منها وليدها ...
لاتيشا أوحت لي بالمرأة التي يقال عنها أنها امرأة بمئة رجل ، ليس هينا على امرأة بميكانيزماتها النفسية المعقدة أن تمر بكل هذا ...لكنها مرت بها وصمدت بل وبكل هشاشتها ظلت قوية... هناك أمجد على أية حال سيكون خير سند لها...
لايغلق الله بابا في وجهنا إلا ليفتح بابا آخر... هو أرحم بنا... أرحم حتى من لاتيشا على بلال...
لقد ذكرت لاتيشا فكرة علقت ببالي ولم تفارقني للحظة منذ قرأتها ، لقد قالت شيئا ما عن حياة الفراشات التي وإن كانت مدة حياتها قصيرة إلا أنها رائعة جدا...
تمنيت ذات يوم أن أكون فراشة وكنت فراشة من منظور صديقة لي ...لكنني لم أتمنى ذلك لأنني كنت أعرف هذا ... يومها أحسست فقط أنه علي أن أحلق أن أرفرف بين الزهور الملونة ، قرب الأشجار العالية والسماء الزرقاء... هي فعلا حياة رائعة وإن كانت قصيرة...
ماذا تراني أقول ،حياتنا أيضا قصيرة ، قصيرة جدا ..أقصر من حياة بلال الذي كانت نسبة نجاته من الشرطان صفر بالمائة وعاش أشهر قليلة... لكنه ترك أثرا عظيما...
بمساعدة من أمجد ، صحيح ...كما ترك بلال الحبشي أثرا قبله بمساعدة أبي بكر....
لكن ألا ترى أننا أيضا لدينا فرصة ما إن نعقد العزم على ترك أثر لنا إلا وسيسخر الله لنا الكون بأسره وليس الأشخاص فقط لنحقق أسطورتنا الشخصية...
ياإلهي عقلي يدور ويدور لقد تذكرت باولو كويلو حينما تحدث عن هذا في روايته الخيميائي... " كل الكون يتظافر لتحقق أسطورتك الشخصية" هكذا كانت الفكرة..
لكن بلال لم يحقق ذلك إلا من خلال إيمانه بنفسه الذي كان نتيجة لإيمانه بإله واحد..
أن نؤمن بأنفسنا هونتيجة لإيماننا بالله الواحد الأحد...إيمان مفاده أن سعينا لترك أثر نذكر به بعد مماتنا سيكلل بالنجاح لامحالة إن استمررنا..وأن الله أبدا لن يخذلنا...
هي أيضا مسألة إيمان بقضية هي محور حياتنا...
لقد نجح الدكتور أحمد خيري العمري بجعلي أكتب ماعلق بي من روايته دون هوادة...وقبل ذلك وبعده أن تظل عالقة ومحفورة في قلبي كما هو الحال في عقلي الذي أضحى يرى الصورة دون تشويش...
رسائل بلال الأخيرة جعلتني أذرف دموعا بشكل هيستيري لم يحدث منذ مدة... ربما هي إشارة من الله لأعود لقلمي الذي ربما يخلدي كذكرى بعد أن أغادر هذه الحياة الذي أصبحت أراها أقصر مما كنت أظن..
تغير في شيء ما أيضا بعد هذه الرحلة ، شيء في لم يعد كما كان وذلك سيظهر مع توالي الأيام القادمة...
في كل مرة أزداد اقتناعا أن القراءة حياة..
شكرا دكتور أحمدخيري العمري
شكرا للبلالين معا..
تذكرت هاهنا قولة لستيفن جوبز تقول :" عش كل يوم على أنه آخر يوم في حياتك" ..متأكدة أنا من أن كل واحد منا لو قيل له أن الأربع وعشرون ساعة المقبلة هي آخر ساعات حياته لخطر بباله تحقيق الكثير قبل أن يغادر...ولربما خطر ببال الأغلبية أن تستمتع بها أشد استمتاع...لكن بلال الطفل فكر بشيء آخر ربما لم يكن ليفكر به شخص بالغ ، ناضج أو بمعنى آخر شخصا أكبر عمرا من عمر الطفل بلال ذو الرابعة عشر خريفا ... خريفا نعم لأن أوراقه أصبحت تتساقط يوما بعد يوم ..على فكرة المعاناة والألم الذي تحتويه حياة كل منا والذي لابد منه لنسميها حياة بحق ...دائما ماتكون أهون بمرات لو علمنا قصص أعتى وأقسى...
لو كنا نعلم عنها لعلمنا أن القدر كان معنا أرحم ...
هذا ماتعلمته من بلال ، الطفل الذي أصيب بسرطان نسبة النجاة منه هي صفر بالمائة لكنه أصر أن لايذهب دون أن يترك أثرا وراءه...علم من أمه شيئا يسيرا عن والده الذي ذهب ولم يترك له سوى اسمه " بلال " والده هو من اختار الإسم...ثم رحل..
لكن بلال هذا الذي لم يتمم الرابعة عشرة من عمره والذي قريبا ماسيموت ، أصبح حيا مذ اللحظة التي علم فيها بمرضه المميت...
بدأ يحيا الحياة بحذافيرها مذ اللحظة التي أعلن فيها عن اقتراب موعد وفاته...
شيء غريب ، لانلقي لحياتنا بالا إلا بعد أن نكاد نفقدها...
لكن حياته تغيرت بشكل جذري يوم نبش في حياة بلال آخر ، بلال الذي أعلن أنه سيصور فيلم ضخم عن حياته...
بلال الذي لي وللكثير من المسلمين صلة به ، لكننا لم نع ذلك قبل بلال الذي لم يكن له دين أصلا.. بل كان إنسانا بحق ، بفطرة نقية طاهرة وسريرة حفظت في لاوعيها كلمات الآذان يوم نطق بها الأب في أذن وليده ثم رحل بعدها...
بلال الذي أحدث التغيير الذي قل نظيره في واقع كواقعنا ومرحلة كمرحلتنا لكنه أثر ببلال الطفل وجعله يرحل تاركا خلفه أثرا في هذا العالم ، هذه بالضبط هي الفكرة التي كانت تنهش عقله الصغير مذ أن علم بمرضه...وخاصة مذ أن بدأ يكتشف حياة بلال الآخر ، بلال ابن رباح أول مؤذن في الإسلام الذي جعل الصخرة التي اعتلت صدره رمزا لقوة إيمانه ومعنى لحياته ، كان بإمكانه أن يخفي إيمانه بإله واحد ويتخلص من عذابه ، لكنه لم يفعل، أصر على أن يصرخ بها " أحد أحد" ..رغم الألم ، رغم المعاناة، رغم قساوة الظروف التي لم تكن لترحمه إلا أنه أصر على أن يجهر بإيمانه وتوحيده لإله واحد لم يلد ولم يولد...
في جهة مقابلة هناك صخرة سيزيف التي كانت مشقتها تساوي العبث واللامعنى ..تلك التي كان يعتقد الإغريق أنها عذاب من الآلهة فيحملون صخرة كبيرة إلى قمة الجبل ليتركوها بعد ذلك تعود أدراجها ...عبث في عبث ليس إلا ...
لكن صخرة بلال الحبشي كان لها معنى ، كان لها فتح عظيم في حياته...تلك الصخرة التي اعتلت صدره هي التي زادت إصراره ودعمت عزيمته هي من حررته من أمية ...هي من حولته من عبد لدى أمية إلى عبد لله...فكان أول من أذن في المسلمين ...ولم يكن ذلك للونه أو عرقه أو حتى شكله بل تجاوز كل هذه العقد التي كانت تنخره من الداخل ذات مرحلة من حياته ليعوضها بقضية مهمة في حياته بمهمة خلق ليقوم بها هو بالضبط وليس أحد آخر سواه... فكانت أن يكون هو أول مؤذن في الإسلام...
بلال الطفل تجاوز أيضا عقده التي كانت مرتبطة بشكله ، بأصله وبمرضه ....تخطاها ليبحث عن قضية تجعله يحيا حتى بعد أن يموت...كانت أن ينشأ مدونة خاصة به يكتب فيها رسائله لكل من أثر بحياته فكانت " شيفرة بلال"...
أمه أيضا " لاتيشا " كان لبلال الحبشي أثر عليها ،جعلها تصمد أكثر فأكثر ...ليس هينا على أم أن تفقد طفلها لاسيما أنه وحيدها ، تركها والده منذ زمن والآن هاهو يتسرب منها وليدها ...
لاتيشا أوحت لي بالمرأة التي يقال عنها أنها امرأة بمئة رجل ، ليس هينا على امرأة بميكانيزماتها النفسية المعقدة أن تمر بكل هذا ...لكنها مرت بها وصمدت بل وبكل هشاشتها ظلت قوية... هناك أمجد على أية حال سيكون خير سند لها...
لايغلق الله بابا في وجهنا إلا ليفتح بابا آخر... هو أرحم بنا... أرحم حتى من لاتيشا على بلال...
لقد ذكرت لاتيشا فكرة علقت ببالي ولم تفارقني للحظة منذ قرأتها ، لقد قالت شيئا ما عن حياة الفراشات التي وإن كانت مدة حياتها قصيرة إلا أنها رائعة جدا...
تمنيت ذات يوم أن أكون فراشة وكنت فراشة من منظور صديقة لي ...لكنني لم أتمنى ذلك لأنني كنت أعرف هذا ... يومها أحسست فقط أنه علي أن أحلق أن أرفرف بين الزهور الملونة ، قرب الأشجار العالية والسماء الزرقاء... هي فعلا حياة رائعة وإن كانت قصيرة...
ماذا تراني أقول ،حياتنا أيضا قصيرة ، قصيرة جدا ..أقصر من حياة بلال الذي كانت نسبة نجاته من الشرطان صفر بالمائة وعاش أشهر قليلة... لكنه ترك أثرا عظيما...
بمساعدة من أمجد ، صحيح ...كما ترك بلال الحبشي أثرا قبله بمساعدة أبي بكر....
لكن ألا ترى أننا أيضا لدينا فرصة ما إن نعقد العزم على ترك أثر لنا إلا وسيسخر الله لنا الكون بأسره وليس الأشخاص فقط لنحقق أسطورتنا الشخصية...
ياإلهي عقلي يدور ويدور لقد تذكرت باولو كويلو حينما تحدث عن هذا في روايته الخيميائي... " كل الكون يتظافر لتحقق أسطورتك الشخصية" هكذا كانت الفكرة..
لكن بلال لم يحقق ذلك إلا من خلال إيمانه بنفسه الذي كان نتيجة لإيمانه بإله واحد..
أن نؤمن بأنفسنا هونتيجة لإيماننا بالله الواحد الأحد...إيمان مفاده أن سعينا لترك أثر نذكر به بعد مماتنا سيكلل بالنجاح لامحالة إن استمررنا..وأن الله أبدا لن يخذلنا...
هي أيضا مسألة إيمان بقضية هي محور حياتنا...
لقد نجح الدكتور أحمد خيري العمري بجعلي أكتب ماعلق بي من روايته دون هوادة...وقبل ذلك وبعده أن تظل عالقة ومحفورة في قلبي كما هو الحال في عقلي الذي أضحى يرى الصورة دون تشويش...
رسائل بلال الأخيرة جعلتني أذرف دموعا بشكل هيستيري لم يحدث منذ مدة... ربما هي إشارة من الله لأعود لقلمي الذي ربما يخلدي كذكرى بعد أن أغادر هذه الحياة الذي أصبحت أراها أقصر مما كنت أظن..
تغير في شيء ما أيضا بعد هذه الرحلة ، شيء في لم يعد كما كان وذلك سيظهر مع توالي الأيام القادمة...
في كل مرة أزداد اقتناعا أن القراءة حياة..
شكرا دكتور أحمدخيري العمري
شكرا للبلالين معا..
تعليقات
إرسال تعليق